أعلنت الأمم المتحدة إصابة ثلاث مناطق جديدة في الصومال بالمجاعة، مما يرفع عدد المناطق المتضررة إلى خمس مناطق. وعن هذا الخبر قال مارتين نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة:
“أبلغنا منسق الشؤون الإنسانية في البلاد، مارك بودين أن هناك ثلاث مناطق إضافية في الصومال سقطت في براثن المجاعة. وهي ممر أفغوي والعاصمة مقديشو وشبيلي الوسطى.”
وقال بودين إن هذا الأمر يؤكد قلق الامم المتحدة إزاء زيادة حدة الحالة التي تواجه الصومال، ويؤكد أيضا الحاجة الملحة لتوسيع نطاق أعمال الإغاثة.
وكان مبعوث الأمين العام الخاص للصومال السفير أوغسطين ماهيغا قد ذكر في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في أعقاب الجفاف يتدهور بسرعة، مشيرا إلى سوء الوضع في مناطق مختلفة من القرن الأفريقي:
“حتى عشرة أيام خلت، كانت هناك منطقتان رئيسيتان تضررتا من المجاعة، وكلاهما تحت سيطرة حركة الشباب. ولكن يبدو أن عدد المناطق التي ضربتها المجاعة ارتفع، ويمكن أن يكون قد وصل إلى خمس مناطق ونحتاج إلى الوصول إليها وتوزيع المساعدة بأمان.”
هذا وتشير آخر المعلومات إلى خطورة المشكلة التي يواجهها النازحون داخليا في مقديشو الذين يتطلب وضعهم استجابة فورية ومنسقة.
يذكر أن الإعلان عن المجاعة في العاصمة يعكس التدفق الهائل للناس إلى المدينة في الشهرين الماضيين.
فيما ناشد صندوق الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، شركات الطيران للمساعدة في نقل آلاف الأطنان من المواد الغذائية الحيوية لإغاثة الأطفال الذين يتضورون جوعا في منطقة القرن الأفريقي.
وذكرت ماريكسي مركادو، المتحدثة باسم اليونيسيف في جنيف أن نقل مئة طن من المساعدات الغذائية الطارئة من أوروبا إلى نيروبي يكلف حوالي ثلاثمئة وخمسين ألف دولار، أي ما يوازي ثمن المساعدات تقريبا وقالت:
“هناك أكثر من مليونين وثلاثمئة ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في منطقة القرن الأفريقي. سيلقى أكثر من نصف مليون طفل حتفهم اذا لم يحصلوا على مساعدة في غضون أسابيع. فمع التغذية العلاجية، يمكن للطفل أن يتعافى تماما في غضون أربعة إلى ستة أسابيع. نحن نطلب من شركات النقل الجوي أن تنقل هذه المعونة العلاجية إما مجانا أو بأسعار مخفضة جدا لمساعدة الأطفال الذين سيموتون من دونها.”
وحتى الآن وافقت شركة الخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا وشركة يو بي إس، وفرجين وكارغو لاكس على مساعدة اليونيسيف في توصيل المعونات الغذائية إلى شرق أفريقيا لفترة زمنية محدودة.
وقد حذرت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، من أن المجاعة في الصومال يمكن أن تنتشر إذا لم يقدم المجتمع الدولي التمويل المطلوب للاستجابة لأزمة الجوع والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت المجاعة الشهر الماضي في منطقتين في جنوب الصومال.
وقالت أموس “ما لم نر زيادة هائلة في الاستجابة فإن المجاعة ستنتشر إلى خمس أو ست مناطق أخرى، فقد لقي عشرات الآلاف حتفهم ومئات الآلاف يواجهون خطر الموت جوعا”.
وقالت إن الجفاف في القرن الأفريقي، والذي دمر مناطق واسعة في كينيا وإثيوبيا وجيبوتي، هو الأسوأ منذ 60 عاما.
وأضافت أن نظم الإنذار المبكر قد تنبأت بالجفاف العام الماضي ومن ثم ناشدت المنظمات الإنسانية توفير مبلغ 1.6 مليار دولار.
وقالت أموس “حتى منتصف العام، فإن تم جمع نصف الأموال وحتى الأسبوع الماضي تعهد المانحون بتوفير مبلغ مليار دولار”.
وأضافت “إلا أن ذلك ليس كافيا، إننا لم نتجاهل الكارثة كما يزعم البعض، وحتى مع وجود الكثير من التساؤلات إلا أن ذلك لن يثنينا من عملنا وعلينا مواصلة ما نقوم به الآن وأيضا التفكير على المدى الطويل”.
وأكدت ضرورة توفير مبلغ 1.4 مليار دولار فورا لتمكين منظمات الإغاثة من زيادة الاستجابة لأزمة الجوع في المنطقة، وحثت المانحين على توفير موارد إضافية كما ناشدت المؤسسات والشركات والأفراد تقديم المساعدة.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة ستدعم خطة للاتحاد الأفريقي لعقد مؤتمر للمانحين في وقت لاحق من الشهر الجاري.