طيار يسوق ليموزين

تم النشر في مصنف كـ اخبار ساخنة
202

 

 


تناول الكاتب خلف الحربي في مقاله المنشور في الزميلة (عكاظ) اليوم السبت 8 يناير 2011، المعنون بـ (طيار يسوق ليموزين!)؛ الموضوع الذي طالما نال الحيز الأكبر من النقاش بين الوسط الإعلامي خاصة، والشارع السعودي عامة.

بدأ الحربي مقاله بنكتة عن “إحدى الشركات التي أعلنت عن حاجتها لموظف يجيد سبع لغات ولديه خبرة عشر سنوات، فتقدم لها أحد الأشخاص، فسألوه: هل تجيد سبع لغات؟ فقال: لا، ثم سألوه: هل لديك خبرة عشر سنوات، فقال: لا، فسألوه: ولماذا جئت إلينا إذن؟ فقال: (عشان ما تحسبون حسابي!)”، وهنا يعلق الحربي فيقول: “نحن بأمس الحاجة لتخفيف الدراسات المتعلقة بالبطالة توفيرا للوقت والأموال بعد أن اتضح أن جهات العمل في القطاعين الحكومي والخاص (لا تحسب حسابا) لأحد مهما كانت شهادته، فالذي يقول إن خريجي مسار اللغة العربية ليس لهم مكان في سوق العمل لا يعرف أن خريجي الكيمياء الحيوية والأحياء الدقيقة والهندسة وغير ذلك من التخصصات العلمية التي يحتاجها الوطن بشدة يجلسون لسنوات وسنوات وهم يلعبون (البلوت) مع خريج اللغة العربية فيتخاصمون معه باللغة العربية الفصحى فيرد عليهم بالمصطلحات العلمية الدقيقة وفي نهاية اللعبة تذهب رحلة العمر في (تكويشة!)”.

ويسرد الكاتب الحربي قصة حدثت معه فيقول: “قبل فترة تلقيت رسالة من قارئ يحمل شهادة في الطيران ولكنه لم يجد عملا سوى سائق ليموزين!.. أقنعت نفسي بأن هذه المهنة الجديدة قد تكون تدريبا عمليا له فالمسألة كلها مواصلات! كما أن سائقي الليموزين الآسيويين قد حولوا سياراتهم الصغيرة إلى طائرات نفاثة، لذلك ليس على صاحبنا سوى أن يركب مايكرفونا داخل سيارته ليطلب من الركاب ربط الأحزمة قبل الإقلاع، وأذكر أنني قبل عام تحدثت في هذا العمود عن شاب درس هندسة الطيران على نفقته في أستراليا، وحين عاد إلى أرض الوطن لم يجد وظيفة سوى حارس أمن في أحد المجمعات التجارية، لذلك فكرت بأنهما من الممكن أن يتعاونا في تأسيس شركة طيران رأس مالها سيارة كورية الصنع يكتبان على جوانبها (خطوط الضياع)”.

بعد ذلك تحدث الحربي عن شباب خريجين في العلوم السياسية والعلاج الطبيعي والصيدلة والأشعة والتغذية حاولوا العثور عن عمل لكنهم لم يجدوا أمامهم سوى التوغل في عالم الإنترنت!

وتطرق إلى الفكرة التي طُرحت خلال الأيام الماضية عن إلغاء الأقسام الأدبية في الثانوية والتركيز على الأقسام العلمية مراعاة لحاجات سوق العمل، مبيِّنا أن هذه الفكرة غريبة جدا، لأنه لا توجد أمة لا تحتاج إلى التخصصات الأدبية، مؤكدا أنه يمكن الاستفادة من هذا الاقتراح بتكثيف مادة علم النفس في الأقسام الأدبية وتوجيه الطلبة لدراسة هذا التخصص في الجامعات، معلِّلا ذلك بأنه خلال سنوات قليلة سوف نغرق في العُقد والأمراض النفسية التي تسببها البطالة، ما يعني ازدهار سوق خريجي علم النفس والرقاة الشرعيين لفك العُقد (المكلكعة) التي تسببها البطالة!

وينهي الحربي مقاله بقوله “هذه هي الحقيقة التي نتهرب من مرارتها، فما دامت حلولنا النظرية لا تؤدي إلى نتائج عملية فأبشروا بالأجيال المعقدة، ولا شك أننا سوف ندفع ثمنا باهظا لهذه العُقد التي سوف تكتسح الشباب من الجنسين، وحينها يجب أن نلوم أنفسنا ولا نلومهم فنحن الذين لم (نحسب حسابهم)!”.

بواسطة توظيف

توظيف وظائف وظيفة كوم